أُخْلاقُ المُسْلِم

نار جهنم

نار جهنم

 

 

نار جهنم

 

إن تهديد الله تعالى للعاصين والمخالفين لأوامره بعذاب جهنم لا يعني أن الله تعالى يريد لهم العذاب فإن الله عز وجل خلق الخلق ليرحمهم بشرط أن يسلكوا السبيل الصحيح ويؤمنوا بالله ورسله وكتبه وملائكته وجنته وناره، وكل إنسان في الدنيا قادر على أن يؤمن أن يكفر لأنه مخير بين الإيمان والكفر في الحياة وهذا يعني أن مسألة العذاب أو الرحمة مفتاحها بيد الإنسان فإن آمن وأطاع وأخلص كان من أهل الجنة وإن فعل عكس ذلك كان من أهل النار، وقد أعد الله تعالى للعاصين والكافرين عذاباً لا يمكن وصفه بسبب شدته ولم يظلمهم مثقال ذرة بل هم الذين ظلموا أنفسهم عندما أصغوا للشيطان وأطاعوه وضعفوا أمام الشهوات المحرمة وفضّلوا الدنيا على الآخرة والعذاب على الرحمة، وجهن مكان رهيب وشديد وغليظ يكفي منها تلك الأصوات التي تصدرها والتي تدل على شدة الغضب، وأحسن ما يمكن أن أصوّر به المقام هنا قوله تعالى(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ  تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ  قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ  وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ  فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) وقد اعترفوا بعد فوات الأوان بأن وصولهم إلى جهنم كان بملئ إرادتهم فندموا على ما فرّطوا في الحياة، فلو رجعنا إلى الأحاديث التي تتحدث عن جهنم لأدركنا حجم عذابها ويكفينا هذا موعظة تردعنا عن فعل الحرام، وفي مجال التحذير من شدة عذابها قال(ص) ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم لكل جزءٍ منها حرُها: وقال علي: إنها نار لا يهدأ زفيرها ولا يُفَك أسيرها ولا يُجبر كسيرها حرها شديد وقعرها بعيد وماؤها صديد: وفي حديث آخر قال(ع) إحذروا ناراً حرها شديد وقعرها بعيد وحُلِيّها حديد: وقال: نار شديد كَلَبُها عالٍ لَجَبُها ساطعٌ لَهَبها متأجج سعيرها متغيظ زفيرها بعيد خمودها ذاكٍ وَقودها مُتَخَوَّفٌ وعيدها:

وقال: فكيف أستطيع الصبر على نارٍ لو قَذَفتْ بشررة إلى الأرض لأحرقت نَبْتَها …

وقال الباقر: إن أهل النار يتعاوَون فيها كما يتعاوى الكلاب والذئاب مما يلقَون من أليم العذاب… كليلةٌ أبصارهم صمٌ بكم عميٌ مسودة وجوههم خاسئين فيها نادمين:

ويحذرنا القرآن من أن نلقي بأنفسنا في النار التي كان الناس والحجارة وقوداً لها حيث يقول(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) وقال علي: إعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والعثرة تدميه والرمضاء تحرقه فكيف إذا كان بين طابِقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان:

الشيخ علي فقيه

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى